السياسة العالمية بمنطق الطغاة

السياسة العالمية بمنطق الطغاة
رأي الاستقلال

كتب رئيس التحرير: خالد صادق

امام كل ما يحدث من جرائم بشعة وغير مسبوقة يرتكبها الاحتلال الصهيوني المجرم بحق الفلسطينيين وتحديدا في قطاع غزة من قتل ممنهج وحصار وتجويع وابادة جماعية يقف العالم وعلى المستوى الرسمي تحديدا ليضرب مثال سيء في التغافل والتأمر والخذلان وغض الطرف عن جراىم الاحتلال النازي المجرم لم يهتز العالم الذي يحتكم المنطق الطغاة والمتجبرين لاقرار الامم المتحدة للمجاعة التي تنتشر وتتفاقم في قطاع غزة لم يكثرث العالم بتهديد نتنياهو وحكومته النازية باحتلال مدينة غزة وتهجير مليون فلسطيني منها لم يستمع العالم المنحاز كليا لاسراىيل والادارة الامريكية لتقارير منظمة الصحة العالمية عن الكارثة الصحية التي حلت بالغزيين نتيجة استهداف الاحتلال الصهيوني المجرم للمستشفيات والمراكز الصحية ومنع دخول الادوية والمستلزمات الطبية الى قطاع غزة ومنع نقل المرضى والجرحى الى الخارج للعلاج مع اغلاق المعابر ومنع دخول الوفود الطبية الى قطاع غزة لم يكترث هذا العالم الظالم لمنع الاحتلال الصهيوني دخول الصحفيين الاجانب الى قطاع غزة ونقل الاحداث والجرائم هناك وكشف حرب الابادة والتجويع للعالم اجمع ولم يكترث لاستهداف الصحفيين الفلسطينيين الذين يستهدفهم الاحتلال بشكل كمنهج حتى وصل عدد الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة الى مائتين واربعين شهيدا صحفيا حتى كتابة هذا المقال.


هذا العالم تلظالم لا يستطيع الوقوف امام مسؤولياته ومن يتجرا على ذلك فمصيره الى زوال وزير خارجية هولندا يستقيل من منصبه بعد ان عارض سياسة حكومته تجاه الاحتلال الصهيوني وطالب بوقف كل اشكال التعاون معه فكان مصيره الاقصاء وتظاهرات جماهيرية كبيرة في شتى بقاع العالم تندد بسياسة الاحتلال الإجرامية وحرب الابادة الجماعية ضد شعب اعزل نحو ستة وثمانين في المائة من شهداءه من المدنيين الابرياء حسب احصاءات رسمية لتقارير اوردتها صحف عالمية واسرائيلية احتلال صهيوني يتباهى بانة يمسح مدنا فلسطينية في قطاع غزة عن وجه الارض ويمضي نحو تهجير اثنين مليون واربعماىة الف فلسطيني قسرا عبر قتل كل اشكال الحياة في قطاع غزة احتلال يعلن عن ضم الضفة ومصادرة الاراضي الفلسطينية فيها وتحويلها الى طانتونات منعزلة وقتل حل الدولتين وهو قرار اممي اجمع عليه العالم لكن اسرائيل تتنكر له والعالم يقف صامتا بل متامرا مع اسرائيل لتمرير مخططاتها الخبيثة الهادفة لاقامة ما اسماه رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بحلم اسراىيل الكبرى ويبقى العالم صامتا امام كل هذه الجرائم ويضرب المجتمع الدولي في مصداقيته ويفقد تأثيره وتمزق اسرائيل كل اعرافه وقوانينه ومواثيقة وتدوسها بالنعال.


اي عالم هذا الذي يمكن المراهنة عليه انه عالم دونالد ترامب الذي نشا وترعرع في حلقات المصارعة ولا يعترف الا بقانون شريعة الغاب ترامب الذي يصف نتنياهو القاتل المجرم ببطل الحرب ولا يعنية من كل ما يجري من جراىم صهيونية في قطاع غزة الا الافراج عما اسماهم بالرهاىن الاسراىيليين لدى المقاومة الفلسطينية ترامب الذي اطلق مبادرة ويتكوف مبعوثه الخاص وعندما قبلت بها الفصاىل الفلسطينية وتحفظت عليها اسرائيل بقى صامتا واصابه الخرس فهو لا يستطيع ان يجابه رغبات نتنياهو وطموحاته الهادفة للقضاء على حماس والمقاومة بأي ثمن كان حتى لو ضرب قطاع غزة بالاسلحة المحرمة دوليا وإزالة القطاع عن الخريطة الجغرافية مستشهدا بما حدث في مدينة درسدن الالمانية ابان الحرب العالمية الثانية فمسحت عن وجه الارض هذا هو العالم الذي يديره ترامب عالم بلا قيم او اخلاق او مباديء عالم تحكمه شريعة الغاب ويحتكم لقانون البقاء للاقوى عالم يذكرنا بطغاة الارض مثل فرعون وهامان وجنودهما وقارون وابرهة وقوم عاد وثمود لكن قانون الله عز وجل دائما ان كل طغاة الارض الى زوال وان الحق سينتصر على الباطل مهما طال الزمان ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا .

التعليقات : 0

إضافة تعليق